top of page
Search
  • Writer's pictureknowledgefamily202

الأمومة في الزمن الصعب!

نبع الحنان…العطاء اللا محدود…التضحية بحب… القلب الكبير…ست الحبايب…كانت هذه المفاهيم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالأمومة، وكانت كل فتاة تقريباً تحلم بتلك اللحظة الثمينة التي تحتضن فيها مولودها ..وتنتظر بشوق تلك اللحظة التي تسمع فيها كلمة “ماما”!

والحمد لله، لا تزال الكثير من الفتيات اليوم يحلمن بأن يشعرن بشعور الأمومة الجميل، لكن شيء مهم تغير للأسف: إنه الخطاب الإعلامي العام حول الأمومة!

ربما بدأ الأمر تدريجيا في أمريكا منذ الستينات بعد كتاب الغموض الأنثوي للكاتبة بيتي فريدان، والذي أكدت فيه أن كل الأمراض النفسية التي تعاني منها المرأة سببها الأول والرئيسي أعمال المنزل والاهتمام بالأطفال، وجاءت بعدها بسنوات شولاميث فايرستون لتقول في كتابها جدلية الجنس أن الأمومة هي أكبر اضطهاد للمرأة وأن النظام الأسري برمته أكبر مضطهد للأطفال!

لم يلقَ ذلك الفكر شعبية كبيرة حينها إلا أنه تسلل داخل الوعي الجمعي للنساء ليصبحن يشعرن تدريجيا أن الأمومة ورعاية الأطفال مرتبطة بتضحيات لا لزوم لها وربما مرتبطة أيضا بالظلم والقهر.

واليوم، وبعد حوالي 60 عاماً، نجد هذا الخطاب متفشياً بين الشابات وقد تحول إلى برمجة أو قناعات تنشأ عليها بعض الفتيات حتى وإن لم تربيهن أمهاتهن عليها.

اليوم أصبحت لدينا بعض المفاهيم التعيسة فيما يتعلق بالأمومة، فالأمومة هَم وقيد وسجن وتعيق الطموح الدراسي والمهني، والجلوس في البيت و لرعاية الأطفال الصغار أصبح يُنظر إليه وكأنه عقاب وإهانة للمرأة. والأم التي لا تعمل خارج البيت تتهم بأنها كسولة وفاقدة للطموح أو عاطلة، وكأن تربية الأطفال رفاهية ودلال وليس عملاً!

وأصبح لدينا خطاب “حب الذات” الذي تفهمه الكثيرات بطريقة معوجة حيث يترجمنه  بأن الأم التي تعطي لأطفالها هي أم مهملة لنفسها ولا تحب ذاتها!


هناك رفض عام للأمومة وفكر مسموم منتشر بين الفتيات يجعلهن يشعرن أن الزواج والأمومة تقلل من شأنهن وتأخذ منهن الصحة والجمال.

وللأسف، انساقت الكثير من الحقوقيات والناشطات مع هذه الموجة ليقمن بتحقير الأمومة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة مع أن الكثيرات منهن أمهات.

أصبح كل شيء حولنا يجعل من الأمومة تحديا كبيرا لأي فتاة تريد أن تصبح أماً، خصوصا إذا كانت ذكية ولديها طموح مهني.

وسواء اقتنعت الفتيات والأمهات الشابات بهذه البرمجات السامة أو لا، تبقى هناك موجة عالية تحث الفتيات على نبذ الزواج والأمومة.

ويبقى أيضا الفريق الآخر الذي لا يرى قيمة للفتاة إلا بالزواج والأمومة والذي يصر على ربط مكانة المرأة في المجتمع بعدد الأطفال الذين تنجبهم! وكل فريق يحاول أن يفرض وجهة نظره بشكل ممجوج ومزعج.

وكلا الفريقان متطرف كل التطرف فيما يعتقده وفي الأسلوب الذي يحكم به على الفريق الآخر.

إن قرار الأمومة وما يتبعها من مسؤوليات هو قرار المرأة وحدها، وبدل أن نفرض على الفتيات نموذج أو قالب واحد، علينا أن نعطيهن الأدوات اللازمة للوعي حول أي اختيار يقمن به. إن كل قرار تتخذه الفتاة أو المرأة له ما له من الإيجابيات والسلبيات_ سواء قررت أن لا تصبح أماً أو أن تنجب عددا كبيرا من الأطفال.


والقرار الأفضل هو القرار الواعي الذي تتخذه المرأة بعد دراسة جميع الجوانب، بدون ضغط وبدون خوف من نظرة المجتمع لها مع الوعي بتوابع ذلك القرار.

الأمومة مسؤولية ولها جمالها و روعتها ولها أيضا متاعبها وتحدياتها.

والبقاء بدون أطفال له مميزاته وله أيضا سلبياته التي قد لا تدركها المرأة وهي في العشرينات.

أياً كان القرار، قومي بالاختيار بوعي ثم تحملي مسؤولية اختيارك حتى لا تعيشي بقية عمرك في ندم أو تذمر وشكوى!

35 views0 comments
bottom of page