top of page
Search
Writer's pictureknowledgefamily202

فقه أولويات التربية...حوار مفتوح

في حوار مفتوح مع الجمهور على منصة الأسرة المعرفية، تجيب الدكتورة آلاء نصيف عن تساؤلات العديد من الأمهات والمربيات عن أبنائهم وتوجه بأسلوبها العذب النصائح عن التربية وأولوياتها وكيف يتعاملن مع السلوك العنيف وتغير الأبناء واستجابتهم البطيئة وغيرها من القضايا التي نطرحها في هذا الحوار المفتوح.


كيف أنجح في التأثير على أبنائي؟

حتى تؤثر في أبنائك فكر قبل أن تدعوهم لتغيير السلوك، أن تعمق العلاقة معهم وأن تزيد من المساحة المشتركة بينك وبينهم وحينها سيتغير السلوك تباعًا، فأعظم وسائل هي التربية بالقدوة وليس بالتوجيهات أو الأوامر، عندما يراك ابنك تنام عن الصلاة أو تؤخرها من أجل إنهاء بعض الأعمال على اللابتوب كيف تتوقع أن يستجيب لندائك وأنت تأمره بترك البلايستيشن من أجل الصلاة؟

أمر آخر يجب على الآباء أن ينتبهوا له، ليس دورك كأب أو كمربي أو كمصلح أن تخرج الولد صالحًا مهتديًا، دورك هو السعي والمحاولة والمثابرة، لكن إن عليك إلا البلاغ أما الهداية فهي بيد الله سبحانه وتعالى فلا تلومن نفسك على ناتج التربية لكن اهتم بالتربية ذاتها، وسعيك فيها، ومحاولتك الجادة والمتكررة في تعميق العلاقة مع الأبناء وتربيتهم.

دعونا نضرب مثالًا:

حين تنادي الأم بنتها: " قومي صلي عشان ما تدخلي النار، ولو ما صليتي ما هحبك "، فهنا الدافع الذي تضعه الأم لبنتها هي تغيير السلوك بشكل فوري، وربط الحب بتنفيذ هذا الأمر، لكن كان من الممكن أن يكون هذا النداء: " يا بنتي، ألست أنا أحبك؟ ألست تحبينني؟ ألا تحبين الله؟ الله يدعونا للصلاة، فهيا بنا يا حبيبتي حتى نرضى الله سبحانه وتعالى وندخل الجنة"، أرأيتم الفرق؟ وما الدافع هنا والدافع هناك؟


عندي أكثر من طفل، كيف أعدل بينهم وأراعي الاختلافات بينهم؟

العدل يختلف عن المساواة، فالعدل هو معاملة كل طفل بما يناسبه أما المساواة فمعاملتهم جميعًا بذات الطريقة، وطبعًا هذا خاطئ، في الأسرة الواحدة تتعدد الشخصيات، وتختلف اللغات المناسبة للحديث مع كل واحد فيهم، واقرأوا كتاب ( لغات الحب الخمس لجاري شابمان )، فالبعض يصح معه الترغيب، والبعض الآخر الترهيب.


كيف أتحمل معاناة التربية؟

حين نستحضر أن التربية هي جزء من كوننا خلفاء الله في الأرض ومسؤولون عن الجيل القادم وإعداده لعبادة الله في الأرض، وفي هذا العصر بالذات فإن التربية عمل مهم جدًا ولها عندالله سبحانه وتعالى عظيم الأجر والثواب لأننا في ثغر ومع هذه الموجة الرهيبة من القيم الفاسدة، والإعلام وتدمير الأخلاق وتغييب الدين ونشر المجون فإن التربية باتت هي الحامي الأول والحصن المنيع ضد كل هذه الرسائل والحملات.

فاستشعر الأجر واحتسب، واعلم أنك تحمي العالم بتربية أبنائك واخراج شباب صالحين مصلحين يجعلون من الأرض مكانًا أفضل يعبد الله سبحانه وتعالى ويقيم شرعه ودينه في الأرض.


كيف أشجع أبنائي على الصلاة؟ أدوات عملية

اقرأوا عن لغات الحب الخمسة، واعرفوا اللغة المناسبة لهم، ثم استخدموا الأداة المناسبة لهم:

- فمثلًا إذا كانت لغته هي الوقت الجميل، فمشاركتك له في الصلاة، ومنحه الفرصة ليكون الإمام، فهذه طريقة رائعة.

- إذا كانت لغته هي الثناء والتشجيع، فرغبه في الصلاة واحكي له عن حب الله للمصلين وقربهم له والثواب العظيم لهم.

- إذا كان يميل للجوائز فامنحه الجوائز المعنوية التي تمنحها الصلاة مثل رفع الدرجات، والدخول في معية الله وحفظه.

وقبل كل هذا كما أسلفنا سابقًا: أن نلتزم نحن بالصلاة قلبًا وقالبًا، فالتربية بالقدوة هي أساس كل سلوك تربوي.


كيف أحافظ على دين أبنائي وأنا في دولة أجنبية غير إسلامية؟

يقول الله سبحانه وتعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )، فإحاطة نفسك بالمسلمين والدخول في مجموعات من المتدينين سيسهل التربية وهي أهم وأفضل وسيلة لحمايتهم وزرع العادات الدينية في قلوبهم لأن المظاهر الإسلامية ستصبح مألوفة بالنسبة لهم، والمجموعة تعين الفرد في الطريق وتشجعه على الالتزام وعدم الإحساس بالغربة في وسط هذه المجتمعات.


كيف نوجه الأوامر والنصائح لأبنائنا؟

عندما نوجه أبناءنا لسلوك ما يجب أن نحذر من ربط أداءه وقيامه بهذا السلوك وبين حبنا ( لو ما نجحت ما هحبك ) ، حبنا وعلاقتنا وقربنا من الطفل شيء وطاعته وتفوقه شيء آخر، نحن نحبك لأنك ابننا ولأنك رزق الله لنا، وسنشجعك بشكل غير محدود ولا مشروط، لماذا؟

حتى لا يعتقد الطفل أنه يفعل الأشياء من أجلنا وبغيابنا أو اختلاف ما نحبه وما نكرهه يفقد البوصلة، بل الأصح أن يفعل الأشياء من أجل نفسه، من أجل تحقيق أهدافه، وقبل ذلك كله: حتى يرضه ربه سبحانه وتعالى.

ولنتذكر مرة أخرى أننا مسؤولون عن السعي لا النتائج.


وختامًا..تربية الأطفال تبدأ من تزكية النفس

يقول العلماء: (ابدأ بنفسك وأصلح غيرك) فتربية الأطفال تبدأ بالنظر في أنفسنا، وإصلاح قناعاتنا، وهي رحلة حياتية تمتد من أول عمرنا لآخرها، أنفسنا هي الرحلة الأصعب والأطول ومربع جوهاري الذي يقسم معلوماتنا إلى 4 أقسام: منطقة معلومة، منطقة مجهولة، والمنطقة المفتوحة، والمنطقة العمياء وهي الشاهد في حديثنا.

المنطقة العمياء: هي المنطقة التي تضم المعلومات التي لا نعرفها عن أنفسنا، ولا يعرفها الآخرون عنا أيضًا وهي منطقة متاحة لاستكشافاتنا وبحثنا في أنفسنا واستعانتنا بالله لنصل إلى التشخيص الصحيح والقناعات السليمة، وعندما تنصلح ذواتنا ستنصلح طرقنا في التربية فالأطفال سيفعلون ما نفعل وليس ما نقول أو نوجه.

والدعاء سر كبير في التربية فالله سبحانه وتعالى حكى عن المؤمنين ذلك: ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إمامًا)، وحكى الله سبحانه وتعالى عن إبراهيم رضى الله عنه: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام) فالدعاء سلاح قوي الجأوا له واطلبوا من المولى سبحانه وتعالى أن يصلحكم ويصلح أبنائكم، ويجمعكم في دار رحمته ومستقر نعمته.

39 views0 comments

Comments


bottom of page